الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد رضا حسن الأمير (المدير العام لليبيا أويل تونس): المنافسة «شرسة» ولكننا مستعدون للريادة ولدعم الاقتصاد التونسي

نشر في  24 فيفري 2016  (10:53)

تعدّ شركة ليبيا أويل تونس أو كما تسمّى تجاريا «أويليبيا» من بين أهم الأعمدة الداعمة للإقتصاد التونسي، فمنذ انطلاق عملها الفعلي في سوق قطاع المحروقات في البلاد تحديدا خلال سنة 2008 دأبت على تقديم منتوجاتها المبتكرة وخدماتها المتميّزة.
 وقد أرست الشّركة منذ سنوات سياسة تحديث وابتكار وتنمية في أغلب الجهات التّونسيّة، ممّا جعلها تدير شبكة كبيرة وهامةّ من محطات توزيع المحروقات ..
وفي هذا السياق كان لأخبار الجمهورية لقاء مع مديرها العام السيد رضا حسن الأمير كشف خلاله سرّ ريادتها وتميّزها فكان التالي..

- في البداية، كيف تقدمون لنا مؤسسة «أويليبيا»؟
«ليبيا اويل تونس» واسمها التجاري «أويليبيا»،  هي شركة لتوزيع المنتوجات النفطية تابعة لمجموعة ليبيا أويل القابضة الليبية. بدأ نشاطها في إفريقيا تحديدا منذ سنة 2001 إلى هذا التاريخ ، لتنطلق بذلك في الريادة والإكتساح وتصبح موجودة في 17 دولة افريقية.
دخلنا السوق التونسية سنة 2008، بعد أن تمكنت «أويليبيا» من شراء الأصول والخزانات التابعة لشركة اكسون موبيل الأمريكية، لتبدأ الانطلاقة الفعلية داخل السوق التونسية منذ سنة 2008 إلى حدود هذا اليوم.
وتعتبر «ليبيا أويل تونس» اليوم إحدى الشّركات الرّائدة في مجالها، تقدّم أفضل الحلول للأفراد والمؤسّسات، فضلا عن منتوجاتها المبتكرة وخدماتها المتميّزة. وقد أرست الشّركة منذ سنوات سياسة تحديث وابتكار وتنمية في أغلب الجهات التّونسيّة، ممّا جعلها تدير شبكة كبيرة وهامةّ لمحطّات الخدمات في البلاد التّونسيّة تحديدا حوالي177  محطّة تحت علامتها التّجاريّة «أويليبيا».
ونحن نشتغل في تونس عبر كفاءات كلها وطنية وليس هنالك أي أجنبي فيها باستثنائي بصفتي المدير العام لها. وخلاصة القول ان كل الأعمال والوظائف يشغلها مختصون تونسيون.
- في خضّم المنافسة المحتدمة بين شركتكم وبقية الشركات البترولية ـ سواء كانت حكومية أو خاصة ـ كيف تحددون المكانة التي تحتلونها بها اليوم داخل هذه السوق التنافسية؟
لا شكّ أن شركة «ليبيا اويل تونس» تعمل في قطاع تحتدم فيه المنافسة «الشرسة» بكل ما في الكلمة من معنى، فكما تعلمون هذا المجال تشتغل فيه 3 شركات عالمية على غرار اوليبيا وشال وطوطال إلى جانب المستثمرين المحليين وهما عجيل وستار اويل.
وطبعا فان الشركة التي تملك الحصة الكبرى من السوق هي الشركة الوطنية لتوزيع البترول «عجيل» باعتبارها شركة محلية، وتليها شركة «ليبيا أويل» وكذلك الشركات الأخرى على غرار الشركات التي ذكرتها.
ونستطيع القول ان الفارق بين حصّتنا وحصة شركة «عجيل» التي تحظى بنسبة 28 بالمائة في السوق التونسية، يقدّر ما بين 5 و6 بالمائة .
وهذا يعني انّ مكانتنا هامة ومميّزة في هذه السوق التنافسية في ما يخص مجال توزيع المحروقات والزيوت، حيث تتموقع مرتبتنا ما بين الثانية أو الثالثة.
- هل تعتبرون أنّ القطاع الخاص في تونس يحظى اليوم بالمكانة التي يستحقها في تونس؟
: هذا سؤال محرج قليلا، ويمكن الإجابة عنه بنعم ولا، فرغم انّ هذا القطاع يحظى بمتابعة هامة من قبل السلطات التونسية إلاّ أنه ما زال قيد التحسين والتطوير..
- وبرأيكم ماهي أبرز المشاكل التي يعاني منها قطاع المحروقات في البلاد؟
المشكل الذي تعاني منه كل الشركات المختصة في هذا المجال هو ظاهرة المحروقات المهربة، والتي تعتبر في الحقيقة خطرا كبيرا سواء على نشاط توزيع المحروقات وكذلك على المؤسسات التي تنشط في هذا المجال، ناهيك عن وكلاء المحطات.
وفي الحقيقة فانه وحتى الدولة بذاتها تعاني من هذا المشكل الخطير وما يعكسه من نخر للاقتصاد الوطني وإضعاف لخزينة الدولة وإرهاقها نتيجة لتداعيات المردود السلبي لنشاطاتنا الذي يتأتى طبعا نتيجة لهذه الظاهرة.
ونحن نشكر وعي السلطات الحكومية والتعاون الكبير في هذا الموضوع خاصة ونحن دائمو التواصل معها باستمرار حول هذه المعضلة.
وفي هذا الخصوص، تجدر الإشارة إلى اللقاء الثمين الذي دار بحر الاسبوع الماضي ـ كنت حاضرا فيه ـ والذي جمع مدراء للشركات البترولية المتنافسة وممثلين لغرفة موزعي المحروقات إلى جانب كاتبها العام بوزير الطاقة والمناجم السيد منجي مرزوق حيث تدارسنا معه خلاله هذه المشكلة وتداعياتها.
- لو تكشف لنا كواليس هذا اللقاء الذي جمعكم بوزير الطاقة والمناجم؟
كان أغلب النقاش منصبا حول مشكلة ظاهرة التهريب وانعكاساتها السلبية، وحاولنا قدر الإمكان شرح تداعيات هذه المعضلة باعتبارنا ممثلي لشركات استثمارية في الدولة التونسية حريصة على الدفع من عجلة الاقتصاد التونسي وتساهم في التنمية والتطوير وفتح مواطن شغل.
لكن وجود السوق الموازية وسوق التهريب يحدان من كل هذه الآفاق..
- وماهي برأيكم أبرز الحلول للحدّ من هذه الظاهرة؟
من بين ابرز النقاط التي تطرّقت إليها خلال حديثي مع السيد الوزير هي إيجاد طريقة تجعل الشركات البترولية المتنافسة في السوق التونسية، تدفع نحو مزيد تأمين المناطق الحدودية التي تعتبر واجهة وممرّ السوق الموازية، عبر التمويل لمساعدة الدولة لمحاربة هذه الظاهرة.
- هنالك أطراف فاعلة في هذا المجال تحدّثت عن مشاكل تخص عرقلة منح رخص تركيز محطات توزيع المحروقات من قبل الإدارة التونسية، فماهو رأيكم؟
لا بالعكس، وأنا بحكم تجربتي التي مكنتني من العمل في أكثر من دولة افريقية، أؤكد أن الأسلوب الذي تعمل به الإدارة التونسية في هذا المجال يعتبر من أفضل الأساليب المعتمدة خاصة في تطبيق معايير الجودة والسلامة.

- لو تحدثوننا عن أبرز الاستثمارات التي حققتها اويليبيا في تونس؟
دأبت <>شركة «ليبيا أويل» على الالتزام بالاستثمار والدّعم والمساهمة الفعّالة في الإقتصاد وفي الرقيّ الإجتماعيّ، حيث أنّها فخورة بوجودها في تونس وممتنة لهذا البلد ولكافّة شرائحه وعمّاله وهياكله الإداريّة على دعمهم المستمر لبرامجها وأعمالها.
وأجدد التذكير بأنه لما دخلنا السوق التونسية سنة 2008، اشترينا الأصول التي كانت تملكها شركة اكسون موبيل والمتمثلة في محطات توزيع عددها حوالي 177، بالإضافة إلى مستودعات التخزين الموجودة في المنطقة البترولية.
كما نملك مصنعا لخلط الزيوت بالمنطقة البترولية بطاقة تقدّر 20 ألف طن، إلى جانب مشاركتنا مع المشغلين المنافسين في الصخيرة، ناهيك عن استثمارنا في مطار النفيضة واستثمارنا الهام في مطار تونس قرطاج والذي يقوم بتخزين وتوزيع الوقود الخاصّ بالطّائرات أو ما يسمّى بـ«الجات».
وهو مشروع رائد ومتميّز يجعل من «ليبيا أويل» إحدى الشّركات البتروليّة القلائل الفاعلة في قطاع النّقل الجوّي بتونس، ونحن متطلعون من اجل تحقيق المزيد في هذه السوق الواعدة.  
- وماذا عن الأصول التي اشتريتموها من شركة اكسون موبيل؟
لما اشترت « ليبيا اويل تونس» الأصول من شركة اكسون موبيل كان المالك قبلها مهيئا نفسه للخروج، لذلك فقد حدّ من عملية صيانتها وتأهيلها التي من المفروض أن تكون دورية.
وبالتالي فإنّ ليبيا اويل تونس استثمرت ملايين الدينارات عند اشترائها الفروع، أولا لإعادة التأهيل الذي مازال قائما، بالإضافة إلى سعينا لتحصيل الفرص وبناء محطات جديدة قصد إتاحة مزيد من فرص العمل.
وبالمناسبة فإنني أدعو الأطراف الفاعلة المسؤولة، في أن يساعدونا على الحصول على التراخيص اللازمة التي نبني ونطور فيها استثماراتنا .
- وفي ما يخص الموارد البشرية، هل هنالك انتدابات جديدة؟
طبعا الانتدابات دائمة، لكن هذا ضمن طاقة استيعاب شركتنا. فلنا هيكل تنظيمي نراقب من خلاله باستمرار كل الوظائف الشاغرة أو المتزايدة.
- هل من كلمة أخيرة أو رسالة توجهها في نهاية هذه المصافحة؟
 شكرا لأخبار الجمهورية التي منحتنا الفرصة لمزيد التعريف بشركة ليبيا اويل تونس، لتوضّح تطلعاتها وطموحاتها في السوق التونسية، ونحن حريصون على مزيد التوسع في هذا المجال وحريصون أيضا على مضاعفة حجم استثماراتنا حتى نكون مساهما فعالا ودافعا لعجلة الاقتصاد التونسي. فتونس دولة شقيقة وشخصيا باعتباري مواطنا ليبيا فإنّي في الحقيقة قد وجدت نفسي في تونس كأنني في بلدي وبين أهلي وأشقائي الذين أتبادل معهم كل مشاعر التقدير والاحترام وسعيد جدا لإتاحة الفرصة لي حتى أكون في هذه البلاد..
  وطبعا تبقى شركة اويليبيا من بين أهم الشركات المعروفة بجودة توزيعها للمحروقات والزيوت ومن بين الشركات التي رسمت بصمتها في هذا المجال الهام..

حاورته: منارة تليجاني